"الطريق الصعب"..!
الجمعة- ٣٠- ٤- ٢٠٢١
عكفت، خلال الأيام القليلة الماضية، على قراءة كتاب "الإمام والبابا.. والطريق الصعب".
الكتاب يكشف تفاصيل مهمة، وأسرارا متعلقة بكيفية ولادة "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية.
المستشار محمد عبدالسلام نجح ببراعة فى تأليف الكتاب الذى يعتبر وثيقة مهمة كشفت عن خبايا الطريق الصعب الذى انتهى بإقرار تلك الوثيقة، التى شكلت منعطفا مهما فى تاريخ العلاقة بين الأزهر والفاتيكان.
طريق الأخوة هو الطريق الطويل، والصعب، لكنه شريان الحياة للإنسانية، ونجاحه يتوقف على وجود أشخاص تحركهم النيات الحسنة، ويعتقدون أن الإيمان الحقيقى هو الذى يقود إلى حب الجميع دون تمييز.
المؤمنون الحقيقيون هم الذين يحمون حقوق الآخرين بالقوة نفسها، التى يدافعون بها عن حقوقهم.
الكتاب يبرز رؤية الإمام الأكبر، شيخ الأزهر ، الدكتور أحمد الطيب، عن ضرورة التفريق بين نصوص الوحى المعصوم، من قرآن كريم وسنة مطهرة، وبين الاجتهادات الفقهية البشرية، التى أملتها ظروف العصر وأحداثه، وهو ما يقتضى إعمال روح الأخوة الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد، بل بين بنى الإنسان جميعهم، وهى المبادئ التى حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، وما عدا ذلك فهو باطل لا اعتبار له.
تفاصيل شديدة الأهمية يسردها الكتاب عن مبادرة الإمام الأكبر، والتحضير لأول زيارة إلى الفاتيكان، وزيارة سفير الفاتيكان لشيخ الأزهر، ودعوته رسميا للزيارة، ثم اجتماع هيئة كبار العلماء، وموافقتها على الزيارة، بإجماع الآراء، بعد مناقشات طويلة، ومستفيضة، أسهمت فى تغيير مواقف من أعلنوا تحفظهم على الزيارة فى البداية، ثم وافقوا بعد أن اقتنعوا بحجة الإمام الأكبر.
تفاصيل كثيرة، ومثيرة، فى هذا الكتاب التوثيقى (الإمام والبابا.. والطريق الصعب) تستحق القراءة بعناية وشغف فى أيام وليالى رمضان الكريم.